التعلم الخدمي
- Date 2020-01-18
يعرِّف شستر (Chester, 1993) التعلم الخدمي بأنه طريقة تدريسية تهدف إلى تنمية معلومات واتجاهات الطلبة، وإكسابهم مهارات مختلفة بمشاركتهم الفاعلة في المجتمع المحلي، بحيث تكون هذه المشاركة مبنية على خبرات تعليمية منظمة ومدروسة، لتحقيق احتياجات المجتمع المحلي، وإيجاد التعاون بين المدرسة والمجتمع، وتكامل المنهج المدرسي، وإيجاد الوقت المناسب للملاحظة والتفكير، وتهيئة الفرصة لإكساب الطلبة مهارات أكاديمية جديدة في مواقف حقيقية تتعلق بحياتهم ومجتمعهم المحلي، وتعزيز ما تم تدريسه في غرفة الصف بدفع عملية التعليم والتعلم إلى خارج الجامعة، وتطوير حسن الاهتمام والرعاية بالآخرين.
كما يمكن تعريف التعلم الخدمي بأنه نموذج تعليمي يهدف إلى دمج خدمة المجتمع Community Service ، والتعلم الأكاديمي Academic Learning بتوحيد أهداف التعلم مع أهداف خدمة المجتمع بقصد أن تؤدي هذه الطريقة إلى المنفعة المتبادلة بين متلقي الخدمة والقائم بها.
ويقوم التعلم الخدمي على أربعة ركائز رئيسة هي:
- المعلم.
- الطالب.
- المنهاج.
- المجتمع المحلي.
خصائص التعلم الخدمي
- يساعد الطلبة في الحصول على علامات أعلى مما كانوا يحققونه سابقاً، وذلك لتوفر فرصة تطبيق المفاهيم الدراسية التي تعلموها داخل الغرف الصفية بطريقة عملية.
- يساعد في زيادة إحساس الطلبة بالآخرين، وذلك من خلال تفاعلهم واحتكاكهم بالمجتمع بصورة مباشرة.
- يسهم في بناء الشخصية لدى الفرد، وتأكيد ثقته بنفسه، ويدعم شعوره بقدرته على تقديم أية خدمة أو مساهمة ذات فائدة لمجتمعه.
- يكشف للفرد قدراته ومهاراته التي لم تكون لتتحقق إلا من خلال مواقف عملية حقيقية.
- ينشئ (بطريقة أو بأخرى) نوعاً من التواصل الإنساني والاجتماعي بين أفراد المجتمع.
أهداف مشروعات التعلم الخدمي
- تحسين تطوير الذات.
- تنمية المستويات العليا من التفكير.
- توفير فرص تعليمية حقيقية.
- زيادة لوعي بالمسئولية تجاه المجتمع.
- تعليم الطالب كيفية العمل داخل الجماعة.
- زيادة الدافعية الأكاديمية والأدائية.
- تلبية الحاجات الحقيقية للمجتمع، وتعزيز العلاقة بين الجامعة والمجتمع المحلي.
- تنمية سمة الإيثار عند الطلبة.
- إكساب الطلبة مهارات التفكير التأملي، والتفكير الناقد، ومهارات حل المشكلات.
- تطوير الاتجاهات الضرورية لاكتشاف واتخاذ القرارات الحكيمة.
- زيادة الوعي السياسي، وتشجيع المشاركة الفاعلة.
- قبول ظاهرة التنوع في النسيج الاجتماعي.
- تعزيز ما تعلمه الطلبة في غرفة الصف في موضوع معين.
خطوات التعلم الخدمي
- الإعداد: بحيث يتم الأخذ بعملية إعداد أهداف المشروع، والجدول الزمني المحدد له، والمواصلات، والاحتياجات الضرورية، وطبيعة المشروع وعلاقته بالمنهج المدرسي، وطبيعة مشاركة الطلبة فيه، وتقويم تعلم الطلبة.
- تقدير الإمكانيات: من المهم النظر في مدى قدرات الطلبة ومؤهلاتهم للتعامل مع المجتمع والتعاون معه، وطبيعة المهارات التي يحتاجونها وكيفية استخدامها، مثل: مهارات المقابلات الشخصية، وكيفية اتخاذ القرار.
- الخدمة: المقصود بها هنا بناء الاتجاهات والعلاقات الوسائل الممكنة، حتى يستطيع الطالب الادماج في المجتمع، وهناك نوعان من الخدمة: الخدمة المباشرة التي تتطلب العمل والمشاركة مع الآخرين في المدرسة والمجتمع المحلي لتنفيذ الأعمال التي يتطلبها المشروع، والخدمة غير المباشرة ويقصد بها الدعم المطلوب لأي مشروع.
- ربط مشروعات التعلم الخدمي بالمنهج: وهذا يتحقق باختيار المشروعات ذات الصلة بمحتوى مناهج المساق، والملبية لحاجات الطلبة والمجتمع المحلي في ذات الوقت.
- التأمل والتفكير: ويكونان من أجل إدراك معنى الأشياء التي يقوم بها الطلبة، بخبراتهم وممارساتهم الواقعية.
- الاحتفال: ولا يقصد به التسلية، بل استثمار الفرصة لعمل دعاية للمشروع، وتقديم الشكر لكل من شارك فيه، والحصول على دعم جديد للمشروعات المستقبلية.
- التقويم: يتم فيه تقويم ما تعلمه الطلبة من المشروع وفق الأهداف المحددة مسبقاً، وبما يتفق مع المنهج، وبعمل بعض التعديلات المستقبلية للمشاريع وتطويرها.
ختاماً
حتى يكون التعلم الخدمي فعالاً، فإنه لابد من أن يدمج بمنهاج المساق، وأن يصبح جزء لا يتجزأ منه، وعلى المعلمين أن يحددوا الأهداف التعليمية والعملية المتوخاة من التعلم الخدمي، وأن يبنوا خبرات الطلبة للمساعدة في تحقيق هذه الأهداف، وهذا يتطلب وضع خطة محددة، وإعطاء الطلبة بعض الوقت للتأمل فيما أنجزوه من المشروعات، لمعرفة معنى وتأثير هذه الخدمة.
إعداد:
د. محمد أحمد الحنجوري
أستاذ هندسة الحاسوب